بروفيسور تونسي ينقذ 8000 قرية من العطش !




في قصة نجاح مذهلة تبدأ من تونس وتنتهي في ماليزيا، يقف البروفيسور التونسي محمد خير الدين عروة كأحد أبرز العلماء في العالم اليوم. ولكن نجاحه لم يقتصر فقط على الأبحاث والتجارب، بل تجاوز ذلك ليصبح حامياً لأرواح الآلاف من البشر. نعم، بروفيسور تونسي أنقذ 8000 قرية من العطش عبر تحويل مياه الفيضانات إلى ماء صالح للشرب!

منذ ثلاث عقود، بدأ عروة رحلته العلمية في تونس، ليكملها في فرنسا، ومن ثم يستقر في ماليزيا، حيث تمكن من تحقيق إنجازات غير مسبوقة في مجال الهندسة الكيميائية. بفضل أبحاثه وجهوده الجبارة، أصبح قادراً على تحويل ثاني أكسيد الكربون من قاتل صامت ومصدر لانبعاثات الكربون إلى مادة يمكن استخدامها لإنتاج موارد ذات قيمة عالية.

هذه الثورة العلمية لم تقتصر فقط على الأبحاث والنظريات. عروة حول أفكاره إلى واقع ملموس عندما قام بتأسيس مركز أبحاث عالمي في جامعة صنواي الماليزية، حيث نجح في ابتكار تقنيات لتنقية مياه الفيضانات وجعلها صالحة للشرب، مما أدى إلى إنقاذ 8000 قرية من الجفاف والموت عطشاً. هذه التقنية لم تكن فقط إنقاذًا لحياة آلاف البشر، بل تعد أيضاً إنجازاً بيئياً يغير قواعد اللعبة في مجال مكافحة تغير المناخ.

اليوم، يُعتبر عروة واحداً من أفضل 2% من علماء العالم، وقد أثبت من خلال أبحاثه أن ثاني أكسيد الكربون، الذي يُعتبر أحد أكبر مسببات الاحتباس الحراري، يمكن أن يتحول إلى ثروة حقيقية. فهو يعمل على تطوير تقنيات لالتقاط هذا الغاز من الغلاف الجوي وتحويله إلى مواد كيميائية ومنتجات مفيدة، مما يجعل من هذه العملية خياراً مربحاً ومستداماً للمستثمرين.

لم يتوقف طموح عروة عند هذا الحد. بالتعاون مع مجموعة من الجامعات والمراكز البحثية حول العالم، يعمل الآن على تأسيس أول شبكة أوروبية آسيوية لالتقاط واستخدام ثاني أكسيد الكربون. ويؤمن عروة بأن هذه التقنية ستكون أساسية في الصناعة الكيميائية خلال العقدين القادمين، حيث سيصبح ثاني أكسيد الكربون الملتقط مادة متعددة الاستخدامات تساهم في بناء مستقبل أكثر استدامة.

ما بدأ كحلم صغير في تونس تحول إلى إنجاز عالمي بفضل رؤية وطموح هذا البروفيسور التونسي الذي لم يتوقف عن السعي لتحقيق الأفضل. اليوم، يقف محمد خير الدين عروة كرمز للإبداع والابتكار، وشهادة حية على قدرة العلم على تغيير العالم، ليس فقط من خلال النظريات، ولكن من خلال إنقاذ الأرواح وتحقيق إنجازات تساهم في بقاء البشرية.



المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق